التخطي إلى المحتوى

نشرت صحيفة مكة مقالا جديدا لأحمد بني قيس بعنوان الإلحاد والتكفير .. أخطر وأخطر.

وجاء في المقال “إن وجود مقاربات فكرية ودينية مختلفة سمة من سمات الإنسانية، ويختلف أثر هذه المقاربات باختلاف مدى تغلغلها في المجتمعات واكتساب شرعية التبني والترويج. ومع ذلك، فإن مخاطر هذه الأساليب وصلاحيتها تختلف باختلاف درجة توافقها مع العقل والمنطق والتوجه المجتمعي. نحن، كمجتمع، نفس الشيء مثل أي مجتمع “. وإلا فإننا لسنا محصنين ضد ذلك.

إن الإشارة إلى مجتمعنا تقودنا إلى الحديث عن التهديدات الفكرية والعقائدية التي تواجهه والتي قد تسهم في زعزعة استقراره وأمنه. إن أبرز تهديدين يواجههما مجتمعنا في هذا الصدد هما “الإلحاد” و “التكفيري” اللذان على الرغم من تناقضهما الفكري والعقائدي إلا أن خطورهما دائم ولا يمكن تجاهله بل يجب مواجهته والعمل عليهما. تقويضها وأخذها بيد كل من يمثلها.

قبل أن نناقش عواقب هذين التهديدين اللذين نعانيهما، دعونا أولاً نسأل عن أسباب وجودهما، ولنبدأ أولاً بمعالجة أسباب وجود “الإلحاد”، والتي نجدها عند التدقيق في الأكاذيب في عدم قدرة كل من يتبنى هذا النهج على الوصول إلى تفسير ديني يساعده على فهم واقع الحياة وطبيعة وجودها وكيفية تكوينها.

في حين أن الظاهرة الأخرى تتمثل في لجوء نسبة من المسلمين إلى نهج متطرف ودموي يعرف بمقاربة “التكفير”، فإن السبب الرئيسي لوجودها هو تبني توجهات وتفسيرات دينية فاسدة سمحت بذلك. أن يطرد أعضائه من المجتمع كل من لا يتفق مع رؤيتهم الدينية والعقائدية، ويجوز ترهيبهم وترهيبهم وحتى القتلة.

يرى المتأمل في قضية هاتين المقاربتين أن “الإلحاد” رغم فساده الفكري والعقائدي، نجد أن أتباعه لا يلجأون إلى العنف الجسدي بقدر ما يلجأون إلى الجدل الفكري والفلسفي، رغم لجوئهم إلى ذلك. لم يساعدهم كثيرًا في إقناع الآخرين بفائدته، وهو ما جعل عملية انتشاره بين عامة الناس عملية معقدة ومعقدة وصعبة للغاية.

حيث نجد أن أتباع ظاهرة “التكفير” يسمحون لأنفسهم، كما ذكرت أعلاه، باتباع نهج التطرف الدموي دون تردد أو انفصال، مما يجعل خطره أكبر من خطر “الإلحاد”. ما يؤكد عظمة هذا الخطر هو أن أتباعه يلعبون على وتر الدين الذي، كما نعلم، يحظى بشعبية كبيرة بين شرائح المجتمع. المجتمعات الإسلامية المختلفة، مما يجعل عملية القائمين على نهج “التكفير” في جذب القليل من المعرفة والمعرفة بالدين الصحيح والواضح عملية سهلة وعملية قادرة على جذبهم وتعبئتهم وملء عقولهم بالظلام. والأفكار الظلامية باسم تصحيح التمسك بالدين وتأييده.

في الختام، ما يجب معرفته هو أن الفكر الواضح خطير ويجب مواجهته. من المعتقد أنه لا يقدر حياة الإنسان ولا يهتم ولا يهتم بعدم استقرار وسلامة وطنه واستمرارية أمنه وأمنه، مهما كان هذا الفكر مغلفاً بشعارات تظهر للوهلة الأولى خيرة ودقيقة وحريصة. النوايا الحسنة بينما في الواقع ما هي إلا شماعة تستخدم لتحقيق أهداف لا علاقة لها إطلاقاً بمعاني وأغراض الشعارات المرفوعة.

المصدر جريدة مكة.