التخطي إلى المحتوى

حكم الاحتفال باليوم الوطني السعودي اللجنة الدائمة يمكن لنا في بداية هذا المقال بأن نتحدث بأن حكم الاحتفال باليوم الوطني السعودي اللجنة الدائمة والتي تعنى بجمع الفتاوى الشرعية، لا سيما اليوم الوطني السعودي الذي يتصدر في كل عام من شهر أيلول، وعليه تتعدد الآراء في حكم الاحتفال به، ولهذا سيتم من خلال هذا المقال الحديث عن كل ما هو متعلق بهذا الموضوع بشكل مفصل ومبسط.

اليوم الوطني السعودي

إنَّ اليوم الوطني السعودي هو أحد مواسم السعودية التي تنظمها على مدار العام، ويقام احتفالًا باليوم الوطني للمملكة، وقد بدأ تطبيق مبادرة الموسم للمرة الأولى في عام 2019م؛ وهذا بعد 14 عامًا من إقرار إجازة رسمية لليوم الوطني في عام 2005م، وعليه قد يستمر الموسم لعدة أيام تنتهي في يوم 23 سبتمبر، ويحتوي هذا اليوم على فعاليات متنوعة تقام في جميع مناطق المملكة وتشمل الألعاب النارية والحفلات الغنائية والمهرجانات والعروض العالمية والملتقيات، وهو يوم تحتفل به السعودية بسبب توحيد البلاد الذي تحولت به اسم المملكة من الحجاز ونجد إلى المملكة العربية السعودية في 21 جمادى الأولى 1351 الموافق 23 سبتمبر 1932.

ومن الجدير بالذكر أنه في 2005 أقر الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود اعتبار اليوم الوطني إجازةً رسمية ابتداءً من اليوم الوطني السعودي 75 الذي وافق ذلك العام، وبحسب اللائحة التنفيذية للموارد البشرية في الخدمة المدنية الخاصة بالإجازات، “عطلة اليوم الوطني: اليوم الأول من الميزان مطلع السنة الهجرية الشمسية الموافق 23 سبتمبر من السنة الميلادية، فإذا وافق اليوم الوطني يوم السبت فيعوض عنه بيوم الأحد الذي بعده وإذا وافق يوم الجمعة فيعوض عنه بيوم الخميس الذي قبله، إذا وافق يوم عمل واحد بين عطلتين رسميتين يكون هذا اليوم عطلة رسمية”، وفي حالات عديدة تكون إجازة اليوم الوطني السعودي أكثر من يوم واحد وفي حال كان بينه وبين الإجازات الرسمية الأخرى يوم عمل واحد.

حكم الاحتفال باليوم الوطني السعودي اللجنة الدائمة

لا يجوز الاحتفال باليوم الوطني السعودي بحسب فتوى اللجنة الدائمة، حيث أجمعت على أن هذا الاحتفال من البدع المحدثة في الشرع الإسلامي، والتي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه، حيث كان قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير دليل على ذلكحيث قال: “لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه قالوا: اليَهودُ والنَّصارى؟ قالَ: فمَن”، فالاحتفال باليوم الوطني غير جائز لما فيه من أمور غير شرعية من مهرجانات وحفلات غنائية، لا تمس الإسلام بصلة، فقد ورد في الشرع الإسلامي الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة فقط لا غير، وهذه الأعياد الوطنية لا شأن لها بالإسلام وما هي إلا بدع بحسب قول رسول الله: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ.

الأعياد الإسلامية ومشروعيتها

إن العيد هو من شعائر الإسلام، وله أحكام شرعية تتعلق به، وقد جاء معنى العيد في اللغة لقول ابنُ الأَعرابي: “سُميَ العِيدُ عيدًا لأَنه يعود كل سَنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد، قال ابنُ منظور: العِيدُ: كلُّ يوم فيه جَمْعٌ، واشتقاقه مِن عاد يَعُود، كأَنهم عادوا إِليه، وقيل: اشتقاقه مِن العادة لأَنهم اعتادوه، والجمع أَعياد”، وأعياد المسلمين ثلاثة أعياد فقط؛ وهي: عيد الفطر ويأتي عقب انقضاء صوم شهر رمضان، وعيد الأضحى في ختام عشر ذي الحجة، وهذان العيدان يتكرَّران كل عام، وهناك عيد ثالث يأتي في ختام كل أسبوع؛ وهو يوم الجمعة، ويجدر بالعبد المسلم أن لا يزيد على هذه الأعياد بأعياد محدثة، فكل ما سوى هذه الأعياد الثلاثة – الفطر والأضحى والجمعة – فهو بدعة في الدين الإسلامي.

وجاءت حكمة مشروعية العيدين بأن الله تعالى قد شرعهم لِحكم جليلة سامية، ولا سيما أنه في عيد الفطر؛ يكون الناس قد أدَّوْا فريضة من فرائض الإسلام وهي الصيام، فجعل لهم الله -عز وجل- يوم عيد يفرحون فيه، ويفعلون من السرور واللعب المباح ما يكون فيه إظهار لهذا العيد، وشكر لله -عز وجل- على هذه النعمة، فيفرحون لأنهم تخلصوا بالصوم من الذنوب والمعاصي التي ارتكبوها؛ لأن من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.

وأما بالنسبة لعيد الأضحى فإنه يأتي بعد عشرِ ذي الحجة التي يسنُّ فيها للإنسان الإكثارُ من الطاعات وذكر الله سبحانه، وفيها يوم عرفة الذي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن صيامه يكفِّر ذنوب سنتين، وأما بالنسبة للحجاج الواقفين على جبل عرفة فإن الله يطَّلع عليهم ويُشهِد الملائكة بأنه قد غفَر للمخلصين منهم ذنوبهم، فكان يوم عيد الأضحى الذي يلي يوم عرفة يوم عيد للمسلمين يفرحون فيه بمغفرة الله تعالى لذنوبهم ويشكرونه على هذه النعمة العظيمة؛ حيث روى أنس بن مالك

فقال:“قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ“ وصلاة العيدين مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع.

حكم الاحتفال باليوم الوطني عند الشيخ المطلق

أجاز الشيخ عبدالله المطلق الاحتفال باليوم الوطني السعودي، وهو مستشار الديوان الملكي، حيث أورد أنه الاحتفال به يعود على أن الله قد بدل به أحوالهم من حال البؤس والفُرقة والتشرذم والصراعات والاقتتال إلى الوحدة الوطنية وجمع الكلمة ورغد العيش والأمن والطمأنينة، حيث قال في كلمة له: “اليوم الوطني هذا يوم جمع الله فيه الكلمة في هذه البلاد، ووحدها الملك عبد العزيز، لا سيما وأن البلاد كانت متفرقة ومشتتة، وكانت كل قرية كأنها حكومة تقاتل القرية الأخرى، وكان الناس متفرقين، لا يجمعهم دين، ولا يوحدهم كلمة، والعداوات منتشرة، وكان الجهل مخيمًا بأطنابه، والفقر ركز عقيرته في المجتمع، فوحد الله هذه البلاد على يد المؤسس -غفر الله له ورفع درجته- وانتشر العلم والثقافة”.

وقال في ذلك أيضًا: “أصبحت بلادنا في مقدمة الدول العربية تعليمًا واقتصادًا ووحدة وطنية، فهذه ثمار الجهود المشكورة للملك عبدالعزيز ورجاله، فوحدت هذه السعودية كلها في هذا اليوم، وهذا اليوم يعتبر تذكره نعمة، يجب عندما نتذكره وعندما يمرّ بنا أن نشعر بحالة آبائنا وأجدادنا، ثم نشعر بما منّ الله به علينا بعد أن جمع الكلمة، ووحد الصف، ونذكر هذه النعمة ونبيّنها لأبنائنا وبناتنا حتى يعلموا النقلة العظمية التي نقلها الملك عبدالعزيز لنا، وانتقلنا بها من الحال القديمة المزرية التي كنا فيها عندما كان الناس يتقاتلون، القبيلة الواحدة تتقاتل، والثارات بينهم منتشرة، والجهل عام، وكان بعضنا يغترب للحصول على لقمة العيش، ويطلب الرزق في الهند وبعض دول الخليج ومصر والشام، والآن أصبح الناس يغتربون عندنا، ويطلبون الرزق في بلادنا، فهذه نعمة”.

وعليه فإن الشيخ المطلق يُجمع على أن الاحتفال به جاء من باب شكر الله على نعمة توحيد البلاد، والبُعد عن كل تشتت وتفرق، ولهذا أجاز ذلك اليوم وأوضح أن الاحتفال إنما يكون بذكر إنجازات المملكة وما حققته طيلة السنوات السابقة وما ستحققه فيما هو قادم.

حكم الاحتفال بالأعياد القومية

لا يجوز الاحتفال بالأعياد القومية ولا بأعياد الثورات، فهذه الأعياد التي أزالت حكم الطغاة لا تؤثر في تغيير حكمهم على البلاد، ولأن الله نصر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على الطغيان في بدر والأحزاب والحديبية وفتح مكة، وقد أزال ثلاثمائة صنم حول الكعبة، وفتح الله له فتحًا مبينًا؛ ورغم ذلك لم يتخذ يومًا من تلك الأيام عيدًا، وكذلك قد فتح الله البلاد شرقًا وغربًا على يد أصحابه الكرام وأسقطوا معظم الدول؛ كدولة فارس والروم؛ إلا أنهم لم يتخذوا شيئًا من تلك الأيام عيدًا، هكذا سار التابعون وأتباعهم ومن تبعهم، إلى يومنا هذا الذي ظهر فيه الاحتفال بالأعياد القومية والوطنية وما هي إلا تشبه بحال الكفار وبلادهم.