التخطي إلى المحتوى

يستذكر الوطن في أيامه أهم الأحداث والتفاصيل التي خلدت في التاريخ، وكانت علامة فارقة في حياة المؤسس “الملك عبد العزيز” – رحمه الله -. ولعل أشهر تلك الأماكن في عهده هو “The Thaleem Host”، والذي كان بمثابة دار ضيافة للمسافرين من جميع مناطق المملكة. الراغبين بلقاء “المؤسس” لتحية له والاستماع إليه وتلبية احتياجاته. بل وزارته وفود وعدد كبير من الرحالة والمبعوثين العرب والأجانب. يعد “مضيف ثليم” من أشهر الأماكن التاريخية في حياة “المؤسس”، وقد أبرزه بالتفصيل الدكتور “ناصر بن محمد الجهيمي”، في كتاب علمي نشرته “دارة الملك عبد العزيز”. كمصدر تاريخي يفتح أسراره ويكشف كيف نشأ المضيف في عهد الملك عبد العزيز. “المؤسس”، وكيف كانت طبيعة أركانه وآثاره الاجتماعية الكبيرة. كان مضيف Thaleem عبارة عن دار ضيافة ووزارة خدمة عامة تعمل بكامل طاقتها على مدار العام، ومثلت مرحلة انتقال من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حديث ؛ كانت محطة رئيسية على أطراف مدينة الرياض للمسافرين من مدن وقرى المملكة وقبائلها من المدينة والصحراء الذين يأتون لملاقاة الملك عبد العزيز وتلبية احتياجاتهم. لذلك، كان مضيف ثاليم مرحلة تاريخية تستحق التوقف.

مضيف الموضوع

قصر الثليم هو ثاني قصور الضيافة التي أمر الملك عبدالعزيز – رحمه الله – بإنشائها بعد قصر الديرة. يعود تاريخها إلى مزرعة تسمى “ثليم” اشتراها الملك عبد العزيز عام 1355 هـ، ووقفها على والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي. لأنها توقف للمسافرين قبل دخولهم الرياض، حيث يشربون من بئرها ويسقون أغنامهم وجمالهم من مياهها.

الموقع والدور

في عام 1359 هـ، شهد الملك عبد العزيز إنشاء نزل يتسع لمن يتجه إلى الرياض. وتضم النزل والمطابخ، وكلف “حمد بن قباء” ببناء نظيف في وقف والده بمزرعة ثاليم لاستقبال الضيوف القادمين إلى الرياض، وكذلك مطعم لعامة السكان، وامتدت خدماته لتشمل إطعام السجناء. وطلاب العلم، ولا يزال هذا المضيف يؤدي دور السكن والضيافة وموقعه بين طريقَي “الملك”. سعود – البطحاء “والملك فيصل الوزير على شارع داخلي يربط بينهما وهو الشارع الذي سمي على اسم القصر وهو شارع قصر ثليم.

منطقة بناء

تبلغ مساحة القصر الذي تم تخصيصه لنزل 5971 مترًا مربعًا، ويتكون من طابقين، ويحتوي على عدد كبير من الغرف، وأكثر من 50 غرفة، وعددًا من المطابخ.

الوصف القديم

تم بناء المبنى بالطريقة التقليدية في نجد، وبُني بالطين وعلى أساسات حجرية وأعمدة من الحجارة ملتصقة بالجسم. يتكون القصر من طابقين، الطابق الأرضي يضم عدد من الغرف للخدمة والإدارة والحراسة والمخازن والمطابخ، أما في الطابق الأول فهي غرف للضيافة والقصر به فناء واسع يطل على جميع الغرف.

بعد التطوير

تم بناء هذا النزل بمبنى تقليدي من الطوب اللبن، ثم تم تطويره في عهد الملك سعود حيث تم بناء طابقين من الخرسانة المسلحة. يحتوي الآن على 21 شقة وخمسة مطابخ وواحد ماستر و 24 دورة مياه. كما أن بها خمسة مناور، مساحة 2122 مترًا مربعًا في وسط المبنى، وبوابة رسمية في الجهة الشمالية.

نظام الضيافة

يتضح من قراءة النصوص المتعلقة بالضيافة أنها لم تتم بطريقة عشوائية. ومع ذلك، فقد كان لديها نظام متفق عليه يتمثل في “تسجيل أسماء الساكنين في المضيف، واستقبال ما يسمى بالضيافة ؛ إنها القهوة والهيل والطحين والسكر ومعها حطب لكل قادم إلى مضيف تاليم لتناول الغداء والعشاء وتلبية طلبات الوفود المختلفة في اليوم الأخير للضيافة وهو اليوم الثالث “.

تأثير اجتماعي

كان لمضيف “ثاليم” تأثير اجتماعي بارز، يتجلى بوضوح من خلال شعبية هذا المضيف وعدد زواره. ولعل أهم الأدوار التي لعبها المضيف خلال تلك الفترة هي الرعاية الكاملة لضيوف الملك عبد العزيز الذي كان هدفه الأساسي رفع شكوى أو تظلم أو طلب المساعدة أو طلب العلاج والتأمين برنامج إسكان وإعاشة يومي يشرف عليه “موثوق”. رجال الملك عبد العزيز. بالإضافة إلى إطعام طلاب العلوم والضعيفات من النساء والأرامل والأطفال والأيتام والمواطنين الفقراء في الأزمات والحروب والأسرى ورعاية المعاقين، بالإضافة إلى كسب الولاء وتقوية أواصر الوحدة الوطنية، ونشر الوعي في ضوء ضعف قدرات وسائل الإعلام خلال تلك الفترة.

الأثر الاقتصادي

كان يزود “مضيف ثاليم” بالخدمات الأساسية للمحتاجين مثل الطعام والشراب والمأوى وعلاج المرضى والعطاءات المالية. بعد ذلك، تم إنشاء مزارع لزراعة الأعلاف لمساعدة الرعاة وإطعام مواشيهم. حقق المضيف هدف الملك عبد العزيز في إقامة مجتمع حضاري محيط ؛ حيث أقيمت المدارس والفنادق، كانت الطرق معبدة، وسهلت التقنيات الحديثة مثل الهواتف والبرقيات تواصل الناس وتواصلهم والوصول إلى المعلومات ؛ وقد ساعد ذلك المجتمع على تحقيق تحول ناجح ومميز إلى مجتمع متحضر بوحدة وطنية عالية.

نفقات

تظهر إحصائيات المصروفات في قصر ثاليم مقدار الإنفاق على الغذاء اليومي، والذي لم يكن مبلغًا ثابتًا، وبالنظر إلى المصادر والوثائق، نجد أن متوسط ​​عدد الوافدين إلى البلد المضيف هو عشرات الآلاف يوميًا، و يتم تقديم 50 تمرة صغيرة لهم يوميًا، و 35 خزانًا من السمن (صحن)، ووقود حطب، حمولة شاحنتين، وجبتين، صباحًا ومساءً.

ذاكرة الرواة والرحالة والمبعوثين

ويذكر خالد بن مجبل الحجر وعبد الرحمن العزبي ذلك مع بدايات توحيد المملكة وغياب البنية الاقتصادية للبلاد. فتح الملك عبد العزيز باب الهدايا للمواطنين تقديراً وولاءً وحباً لهم ورغبة في تحسين مستوى دخلهم، من خلال ما يعرف بـ “الجمعيات الخيرية” التي تنفق في موعد سنوي محدد، عادة في بداية كل جديد. السنة والفصول. ومعظم أهل الشره قد أعدوا أو انطلقوا للعاصمة في وقت مبكر في قوافل جماعية تسمى “قوارب ابن سعود” لاستقبال الشراهة، ويتحول ميدان تاليم إلى مكان للقاء يتنقل مع الناس لا يتكرر في شبه الجزيرة العربية. من رواية “عبد العزيز محمد الهيدب” في كتابه من حياة الملك عبد العزيز أنه عندما التحق بسلك شرطة الرياض عام 1362 هـ، ونقله رئيساً لمركز قصر الثليم بالمحافظة، لفت انتباهه كثرة دخول رجال ونساء الصحراء إليه، وكان فناء القصر واسعًا، وكان مكونًا من جزأين، قسم الرجال وطريقه هو الباب الرسمي، وقسم النساء وبابه من جهة أخرى. كف. الرجال يأكلون الغداء والعشاء داخل المضيف، والنساء يحملن طعامهن إلى بيوتهن، وهكذا. في عهد الملك عبد العزيز، زار الرياض عدد كبير من الرحالة والمبعوثين العرب والأجانب. ولم تفشل رحلاتهم في الإشارة إلى نظام الضيافة وقصورها في عهد الملك عبد العزيز، وكان للذاكرة الشعبية أثر بارز في رصد الأحداث وتسجيلها. وشهادة على ذلك تدور الأحداث في حضورها وتتوارثها الأجيال المتعاقبة. وما كان الشعر ليدير ظهره لتلك المأدبة التي أقامها الملك عبد العزيز لتعم المملكة في كل مكان دون رصد أثرها وتأثيرها.

المصدر سابقا.