التخطي إلى المحتوى

بدأت النساء السعوديات رحلتهن الشاقة نحو العرش عام 1979، عندما أعلن التلفزيون عدم ظهور المرأة على شاشاته، وحظرت الصحافة نشر صور النساء على صفحاتها. بشرط أن تنتقل هذه العباءة عند ارتدائها من الرأس إلى أخمص القدمين على شكل تاج أسود، مما يلغي ما يدل على إنسانية مرتديها. صدرت قوانين إنسانية في هذا العصر المزدهر، وتحررت المرأة من نير الفتاوى، فكيف نحول هذه المرحلة العظيمة إلى سلوك طبيعي في حياتها وحياة الرجال من حولها .. ماذا علينا ان نفعل كيف ندفع المرأة السعودية للتحول من جوهرة محفوظة إلى إنسان يأكل ويشرب ويسعى للسعادة ويترك وراءه ويكبر ويمرض ويموت حتى لا يسقط ذباب على وجهها عندما تكشفها لأنها هي شخص نظيف وليس حلوى مفتوحة في الأحياء الموبوءة كيف نقنعها باللباس لتتباهى بنفسها ومالها لا لزوجها ولها أن تغضب زوجها دون أن تلعنها الملائكة حتى يرضي ولن تسقط على وجهها في النار. عندما تقص أظافرها أو حجاجها، وأن لها الحق في الذهاب لزيارة والديها وأصدقائها والسير في الأسواق متى شاءت، لا متى يرضى زوجها لا جحيم لامرأة ولا جنة للرجل. نعيم الفردوس الذي أعده الله لكل من نال رضاه. لا تكون المرأة حطبا تحرق بها النار، ولا تتصل بزوجها في الجنة فيزيد نصيبه من حورس العين.

أخبروها أنه إذا كان زوجك بخيلًا ولا يعطيك المال “كطفل”، فلديك الحق في السرقة من ماله. قالوا لها ألا تسمح لأحد بدخول منزل زوجها دون علمه، وعليها أن تمتنع عن إدخال من يكره الزوج دون علمه، حتى لو كانت امرأة. لا تصدق عليها إلا بإذنه، ولا يحق لها دخول والدتها وأبيها إلى بيته إلا بإذنه. وأخبروها أن طاعة زوجها تقدم على طاعة والديها. ينبغي توجيه فرحها وسعادتها وضحكها إلى زوجها لإسعاد قلبه. لا تسافر حتى لو كانت أستاذة جامعية إلا برفقة رجل حتى لو بلغ الثالثة عشرة من عمره، ولا تدخل المطعم إلا برفقة رجل معترف به. بهذه الصلاحيات، جعلوها ملكة على مملكة لم تمتلك فيها حتى غسالة ملابس، ولا حتى أبسط عواطفها. لم يسبق أن واجه البشر في تاريخهم مثل هذه القسوة في الإلغاء والاستبعاد. فكما تم الكشف عن بطلان مفهوم الاختلاط، فإن مفهوم “الطاعة” سيبطل، إذ لا يوجد بينهما ما يسمى بالطاعة. تقوم الحياة الزوجية على أساس الشراكة المتكافئة. عزز الطاعة بكلمة ذكية ومضللة “على الزوجة أن تطيع زوجها إلا في معصية”. توحي هذه العبارة للمرأة البسيطة بوجود استثناء.

ستعتقد المرأة الساذجة أن ليس لها حق كبير في الاعتراض على أوامر ومحظورات زوجها. أي أنها تمتلك بعض حريتها كإنسان، وحقيقة هذه العبارة تؤكد أن طاعة المرأة لزوجها لا تستثني إلا المحظور، وهذا الاستثناء بديهي. حرك كلمة “إلا في المعصية” وتحتها تجد “الطاعة المطلقة”. يمكنك أن تتخيل أن هناك إنسانًا على وجه الأرض تُفرض عليه طاعته المطلقة. الطاعة لا تستبعد المشاعر. إذا طلب منها زوجها ممارسة الجنس فعليها الامتثال، حتى لو كان والدها يحتضر وينتظر نظرة وداع من عينيها. حتى في زمن العبودية لم يصل الناس إلى هذا المستوى من الظلم والظلم والازدراء. إذا أرادت امرأة أن تتقن دينها وأرادت أن تعرف ما يحرم مما هو مباح، فاكتب كتاب الله وقراءته بعينها وقلبها لا بأعينها ونواياها وتفسيراتها المتواطئة. عليها أن تتذكر أنها تعلمت أنها لا تحتاج إلى أي شخص يقرأ لها.

المصدر عكاظ.