التخطي إلى المحتوى

من الذي رتب سور القران الكريم كما هي الان في المصحف، من الأمور المهمة التي يجب على كل مسلم من معرفتها، فقد حفظ الله -تعالى- كتابه العزيز من التحريف وجعله المعجزة الخالدة لأمة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ، ومن خلال المقال سنناقش معكم من الذي رتب سور القران الكريم كما هي الان في المصحف، كما سنشرح من رتب آيات القرآن الكريم ومن جمعه، ويساعدنا موقع الامل نيوز في معرفة المعلومات الشرعية الهامة.

القران الكريم

إن معنى القرآن الكريم في التعريف اللغوي هو قرأ، اقرأ، ومعناه تفهم، تدبر، تفقه، تتبع، وهو مشتق من فعل مهموز، وقيل: انه ليس مشتقًا، وهو اسم علم على كتاب الله، وأما تعريف القرآن الكريم في التعريف الاصطلاحي هو:” كلامُ اللهِ تعالى المُنزَّل على نبيه مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، المُعْجِز بلفْظه ومعناه، المُتعبَّدُ بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أَوَّلِ سورة الفاتحة إلى آخِرِ سورة الناس”،[1] وعدد سور القرآن العظيم مئة وأربعة عشر سورة، المكي منها سبع وثمانون سورة، وأما المدني منها سبع وعشرون سورة، وسميّت سورة لارتفاعها وعلو شأنها، وقد حوى القرآن الكريم على 323015 حرف، و 77439 كلمة، و 6236 آية، وهي في ثلاثين جزءًا، وأطول سورة في كتاب الله -عز وجل- هي سورة البقرة، وأطول آية هي آية الدين في سورة البقرة كذلك.

من الذي رتب سور القران الكريم كما هي الان في المصحف

اختلف العلماء في كون ترتيب سور القرآن الكريم توفيقي أم توقيفي على التفصيل التالي:

توفيقي: أي أنها من اجتهاد الصحابة الكرام وليس بأمر إلهي، وعلى هذا القول جمهور أهل العلم، وقد اختاره الإمام مالك رحمه الله، ولكن من ذهب إلى هذا القول لم يجزموا أن جميع سور القرآن مرتبة على ترتيب الصحابة، بل قالوا بإمكانية أن يكون بعضها توقيفي والبعض الآخر توفيقي، لوجود أحاديث دالة أن بعض السور كانت مرتبة في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الترتيب الحالي الذي بين أيدينا اليوم.
توقيفي: واقعٌ بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم، ي أن هذا الترتيب منزل من عند الله -تعالى- وأنه لا مجالَ فيه للرأي والاجتهاد، وهذا قول بعض أهل العلم.

من الذي رتب آيات القران الكريم كما هي الان في المصحف

انعقد الإجماع من علماء الأمة أن ترتيب الآيات في القرآن الكريم كما هو موجود في السور القرآنية، واقعٌ بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم، أي أن هذا الترتيب منزل من عند الله -تعالى- وأنه لا مجالَ فيه للرأي والاجتهاد، وقد حكى هذا الإجماعَ الباقلانيُّ، وابنُ الزبير الغرناطي، والزركشي، والسيوطي، وقد استند هذا الإجماع إلى نصوص كثيرة من القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، وفيما يلي بعض تلك الأدلة:

مطابقة القرآن لأصله في اللوح المحفوظ: فقد قال -تبارك وتعالى-:”بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ”،[4] وغيرها الكثير من الآيات التي تبين أن القرآن الكريم، مطابق تمامًا لأصلِه في اللوح المحفوظ، ولا فرقَ بينه وبين الصحف التي في أيدي الملائكة المقرَّبين.
حفظ الله لكتابه العزيز: فقد تكفل بحفظه حيث قال تعالى: ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”،[5]وجزء من حفظ كلام الله تعالى حفظ ترتيب آياته، فإن نظم الكلام جزءٌ من الكلام.
حرص الصحابة على ترتيب آيات القرآن: حديث ابن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه، قال: “قلتُ لعثمان بن عفان رضي الله عنه: “وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا”،قال: قد نسختْها الآيةُ الأخرى، فلِمَ تكتبها أو تدعها؟ قال: يا بن أخي، لا أُغيِّر شيئًا من مكانه[6] فقد قال ابن حجر -رحمه الله- معقبًا على هذا الحديث: “وفي جوابِ عثمان هذا دليلٌ على أن ترتيب الآيات توقيفي، وكأن عبدالله بن الزبير ظنَّ أن الذي يُنسَخ حكمُه لا يُكتب، فأجابه عثمان بأن ذلك ليس بلازمٍ، والمتَّبَع فيه التوقف”.
مراحل جمع القرآن الكريم
مرَّ كتاب الله العزيز بعدة مراحل من الجمع وفيما يلي تفصيل ذلك:

في عهد النبي عليه السلام: فأول جمع كان في قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: “إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ”،[8] كما أنه حفظ في صدر عدد من الصحابة حيث جاء في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “جمَع القُرآنَ على عهدِ النَّبيِّ أربعةٌ؛ أُبَيُّ بنُ كعبٍ وزيدُ بنُ ثابتٍ وأبو زيدٍ ومُعاذُ بنُ جَبلٍ قال أبو بكرِ بنُ صَدَقةَ أبو زيدٍ سعدُ بنُ عُبَيدٍ القارئُ الَّذي كان على القادسيَةِ وهو أبو عُمَيرِ بنِ سَعدٍ”،[9] وكان الصحابة يكتبون القرآن الكريم بأمر من نبي الله عليه السلام.
في عهد أبي بكر الصديق: وقد كان الجمع الثاني للقرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعدما أشار عليه ذلك عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بسبب خوف عمر -رضي الله عنه- من ضياع القرآن بعد وفاة عدد كبير من الحفاظ من الصحابة في معركة اليمامة، وكانت الآيات والسور مكتوبة في الرقاع والعسيب ومفرقة في بيوت الصحابة، فأمر أبو بكر بتجميعها في مكان واحد.
في عهد عثمان بن عفان: فقد أمر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بجمع القرآن الكريم، وذلك بأن جعل قراءة القرآن الكريم على حرفٍ واحد درءً للخلاف والتفرق بين المسلمين.