التخطي إلى المحتوى

ظهرت العديد من الصور والمشاهد المؤلمة منذ يوم الاثنين الماضي، بعد زلزال مدمر ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا. منذ أسبوع، ظهرت مشاهد مروعة ولقطات أمام أعين الملايين حول العالم. ومن بين تلك المشاهد، صورة حطمت قلوب الآلاف، لأب تركي جلس يمسك بيد ابنته الصغيرة تحت الأنقاض رافضًا تركها. في هذا السياق، كشف المصور الفوتوغرافي آدم ألتان، الذي يعمل في هذا المجال منذ أربعين عامًا، عن بعض تفاصيل تلك اللحظات المروعة.

وأوضح أنه كان يعمل أمام مبنى منهار عندما رأى رجلاً جالسًا بالقرب من الأنقاض في كهرمان مرعش، جنوب تركيا، مركز الزلزال الذي أودى بحياة حوالي 30 ألف شخص. وأضاف أنه “لم يصل أي فريق إنقاذ إلى الموقع، الثلاثاء الماضي، غداة وقوع الكارثة، بينما كان الأهالي يحاولون إزالة الأنقاض بأنفسهم لإنقاذ أحبائهم”. و بارد. لاحظ أن الرجل الذي يبعد 60 مترًا عنه كان يمسك بيده الممدودة من بين الأنقاض. لذلك بدأ تصوير المشهد المروع لهذا الأب الحزين وهو يمسك بيد طفله الميت دون أن يتركها وسط الركام والدمار.

أما الأب الحزين، فقد شاهد ألتان، قبل أن يهمس له بصوت مرتجف “التقط صوراً لطفلي”. ثم ترك يدها التي لم يرغب في تركها للحظة، لتظهر للمصور المكان الذي ترقد فيه ابنته البالغة من العمر 15 عامًا، قبل أن يمسكها بسرعة مرة أخرى، ثم سأل المصور الرجل فطلب منه ذلك. واسم ابنته، وأجابه الأخير “ماسوت هانسر … وهذه ابنتي إرماك”. وحول تلك اللحظات، قال ألتان، “تأثرت بشدة .. امتلأت عيناي بالدموع. ظللت أقول لنفسي يا إلهي، هذا ألم لا يطاق”. وأضاف أن “مسعود” “تحدث بصعوبة، بصوت منخفض للغاية، وكان من الصعب طرح المزيد من الأسئلة عليه، حيث طلب السكان من حوله من الناس التزام الصمت حتى يتمكنوا من سماع أصوات الناجين”. وختم “أعتقد أنها صورة ستبقى في ذاكرتي .. كثيرون قالوا لي إنهم لن ينسوا هذه الصورة بمن فيهم أنا”. ويتخيل الأثر الذي سيكون لها، بحسب ما أكده لفرانس برس. وانتشرت تلك الصورة كالنار في الهشيم في جميع أنحاء العالم وكذلك على الشبكات الاجتماعية، وشاركها مئات الآلاف من المستخدمين المصدومين من آثار الزلزال الرهيب خلال الأيام الماضية.بينما تلقى آدم آلاف الرسائل من جميع أنحاء العالم معبرة عن التضامن مع حزن الأب الثكل.

ماتت ابنته تحت أنقاض الزلزال .. رفض أن يترك يدها

المصدر العربية نت